معجزات سيدنا محمد
المبحث الأول
المطلب الاول
معجزة القرآن الكريم
-هو المعجزة الخالدة على وجه الدهر والآية الباقية على تمادي الزمن تتحطم الدهور ولا تفنى عجائبه ومعايشه كتباً لا يبلغها العدو ولا يحيط بها التدوين وهو لا يزال جديداً على كر العصور متطاول الأزمنة والأيام أنزل هدى للعالمين وهداهم إلى الصراط المستقيم وحدَّبه الأمم المتباعدة جعل دستوراً شاملاً تحدى به فرسان الفصاحة وهم الخطباء المصاتع والشعراء البواقع فخضعت أعناقهم لبلاغته وذلت كبرياؤهم لفصاحته ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً﴾ وقد ذكر *** رشد إن دلالة القرآن على نبوة محمد r ليست كدلالة انقلاب العصا حية ولا إحياء الموتى فإن تلك وإن كانت فعلاً لا تظهر أولاً على أيدي الأنبياء وفيها ما ينفع الجماهير من العامة إلا أنها مقطوعة الصلة بوظيفة النبوة وأهداف الوحي ومعنى الشريعة .
أماَّ القرآن فدلالته على صفة النبوة وحقيقة الدين مثل دلالة الإبراء على الطب ولذلك اختبار الله لخاتمه الرسالات السماوية العامة للناس أجمعين المعجزة التي تدخل في صميم كتاب الرسالة نفسها وجعل هذا الكتاب الذي يطلع عليه الأحبار ويكون في كل زمان ويتلونه في كل عصر هو البرهان العظيم الذي يلامسون وجوه إعجازه فيستدلون بها على أمرين :
1- إن هذا الكتاب كلام الله حقاً وليس كلام البشر .
2- 2-أن محمداً عليه الصلاة والسلام صادق في رسالته لأنه هو الذي بلغه إلينا عن ربه.
-مصدرنا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
-سلطانه عجيب في هدايته وتأثيره في عقول الناس والخشية من تلاوته ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله﴾﴿وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع فما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين﴾.
-جمع حكم وأحكام وعظات وأخلاق ومبادئ وعقائد وتشريعات وأخبار عماَّ مضى وما هو آت ومع كل كمالاته أنزل على رجل أمي في أمة أمية ﴿وكذلك أنزلنا إليك الكتاب﴾.وهذا الوليد بن المغيرة يسمعه فيرق له قلبه وهو أعلم بالسحر والشعر وغيره فيصف القرآن بهذا الوصف .(والله إنَّ له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلم ولا يعلى وإنه ليحطم ماتحته وما يقول هذا بشر).
المطلب الثاني :
انطوى كتاب الله عزوجل على وجوه كثيرة من وجوه إعجازه .
وقبل أن نبينها ندخل بذكر المزايا الإجمالية للقرآن الكريم كما سردها هبة الدين الحسين الهرستاني(2)
1)فصاحة ألفاظه الجامعة لكل شرائعها .
2)بلاغته بالمعنى المشهور .
3)عروبة العبارات الممثلة السذاجة البداوة مع اشتمالها على بسائط الحضارة .
4)توافر المحاسن الطبيعية فوق المحاسن البديعية .
5)إيجاز بالغ مع الإعجاز بدون أن يخل بالمقصود .
6)إطناب غير ممل في مبرراته .
7)سمو المعاني وعلو المرمى في قصد الكمال الأسمىٍ .
طلاوة أساليبه الفطرية ومقاطعه المبهجة وأزواجه المتنوعة .
9)فواصله الحسنى وأسجاعه الفطرية .
10)أنباؤه الغيبية وأخباره عن كوامن الزمان وخفايا الأمور .
11)أسرار علمية لم تهتد العقول إليها بعد عصر القرآن إلاَّ بمعونة الأدوات .
12)غوامض أحوال المجتمع وآداب أخلاقية تهذب الأفراد وتصلح شؤون العائلات .
13)قوانين حكيمة في فقه تشريعيه فوق ما في التوراه والانجيل وكتب الشرائع الأخرى.
14)سلامته عن التعارض والتناقض والاختلاف .
15)خلوصه من تنافر الحروف وتنافي المقاصد .
16)ظهوره على لسان أمي لم يعرف الدراسة ولا ألف محاضرة العلماء ولا جاب الممالك سائحاً مستكملاً .
17)طراوته في كل زمان كونه طرياً كلما تلي وأينما تلي .
18)اشتماله على السهل الممتنع الذي يعدل ملاك الإعجاز والتفوق النهائي .
19)قوة عبارته لتحمل الوجوه وتشابه المعاني .
20)قصصه الحلوه وكشوفه التاريخية من حوادث القرون الخالية .
21)أمثاله الحسنى التي تجعل المعقول محسوباً وتجعل الغائب عن الذهن حاضراً لديه .
22)معارفه الإلهية كأحسن كتاب في علم اللاهوت وكشف أسرار عالم الملكوت وأوسع سفر من مراحل المبدأ والمعاد .
23)خطاباته البديعة وطرق اقناعه الفذة .
24)تعاليمه العسكرية ومناهجه في سبيل الصلح وفنون الحرب .
25)سلامته من الخرافات والأباطيل التي من شأنها أجهاز العلم كلمات تكاملت أصوله وفروعه
26) قوة الحجة وتفوق المنطق .
27)اشتماله على الرموز في فواتح السور ودهشة الفكر حولها وحول غيرها .
28)جذباته الروحية الخلابة للألباب الساحرة للعقول الفتانة للنفوس .
29)تضمنه الأسس لشريعة إنسانية صالحة لكل زمان ومكان(3) .
المطلب الثالث:
…… هي كثيرة ولكن نذكرها سرداً دون ذكر أمثله :
1- ترك المعارضة مع توفير الدواعي وشره الحاجة يؤكد عجز البشر عن الإتيان بمثله .
2- استاق القرآن في أغراضه ومعانيه على طول المدة التي استغرقها في تجمعيه فخوتمه بعد ربع قرن جاءت مطابقة لفواتحه يصدق بعضها بعضاً ويكلمه كأنه نفس واحد.
3-سهولة حفظه كما قال تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر﴾. فهو ميسر على جميع الألسنة ومحفوظ في الصدور
4-حسن التخلص من قصة إلى أخرى والخروج من باب إلى غيره .
5- إطنابه في خطاب اليهود وإيجازه في خطاب العرب للتفاوت بينهما فهماً وبلاغة .
6- ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلاَّ الفذ من أحبار أهل الكتاب .
7- وجود كلمات في جمل لا يسد مسدها غيرها مثل قوله تعالى : ﴿وأهش بها على غنمي﴾فليس بمقدور أحد أن يأتي بكلمة لسد مسدها.
8- نزاهته في التعبير كقوله تعالى: ﴿هن لباس لكم وأنتم لباس لهن﴾﴿نساءكم حرث لكم﴾(وقد أفضى بعضكم إلى بعض﴾﴿أو جاء أحد منكم من الغائط﴾.
9-خلوص ألفاظ الهجاء فيه من الفحش كقوله تعالى : ﴿أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله﴾(4).
10- التدرج في الأحكام .
11-ما تضمنه من الأخبار عن الضمائر لقوله تعالى : ﴿وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذينا الله بما نقول﴾(5).﴿يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك﴾(6).
﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما﴾(7).
12-جمعه بين صفتي الجذالة والعذوبة وهما كالمتضادين لا يجتمعان في كلام البشر غالباً.
13-اقتران معانيه المتغايرة في السور المختلفة فتخرج في السورة من وعد إلى وعيد ومن ترغيب إلى ترهيب ومن ماض إلى مستقبل ومن قصص إلى مثل ومن حكمة إلى جدل فلا يتنافر .
14-إعجازه في الدلائل والبراهين حجج وبراهين قطعت كل مجتح وخصم .
15-إعجازه في التلاوة :- من هشاشة مخرجه وبهجة وسلاسة نظمه وحسن قبوله لا يكل قارئه وسامعه لا يمل .
16- إعجازه في كونه معصوماً من الزلل محفوظاً لفظاً ومعنى .
17- إعجازه في عدم القدرة على الإحاطة بمعانيه .
حوى من العلوم العليا في العقائد والشرائع التي ينتظم بها أمر المعاش وأحوال الناس وسياسة الدنيا .
فإذا ثبت إعجازه من هذه الوجوه صح أن يكون كل واحد منها معجزاً فإذا جمع القرآن سائرها كان إعجازه أقهر وحجاجه أظهر وبهذا يعلم أنه من الله وحده .
ومن وجوه إعجازه أيضاً
18-لا يخرج عن أسلوبه ولا يزول عن اعتداله باختلاف آياته في الطول القصر .
19-قارئه لا يمله وسامعه لا يحسه بل الاكباب على تلاوته تزيده حلاوة ومريده يوجب له محبة وغيره من الكلام يعادى إذا أعيد ويميل على الترديد .(
20- الإعجاز العلمي :-
وإعجازه العلمي ليس مرهوناً بوقت نزوله ولا مخصوصاً لقوم في زمن معين بل إنه إعجاز قائم ومستمر إلى يوم الدين .
وسيظل العلماء والمفكرون يكتشفون في كل زمان ومكان جوانب متعددة وضيئة من معجزات الآيات القرآنية .
قال تعالى : ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق﴾(9) .
وقال تعالى : ﴿وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون﴾(10)
﴿إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين﴾(11).وقد كشف الله سبحانه وتعالى للإنسان عن بعض آياته في الآفاق خلال القرون الأربعة عشر التي تلت هذا الوعد كما كشف عن بعض آياته في أنفس البشر ، وما يزال يكشف للإنسان في كل يوم غطاً جديداً(12).وهذا النَّوع من الإعجاز هو الذي تحدى الله به علماء الكون وعباقرة الاكتشافات الحديثة فأذعنوا وأسلم منهم من أسلم ومعلوم لكل ذي لب أن محمداً r من أعقل خلق الله بل أعقلهم وأكملهم على الإطلاق في الأمر نفسه فما كان ليقدم على هذا الأمر إلاَّ وهو عالم بأنهَّ لا يمكن معارضته وهكذا وقع. فإنه من لدن رسول الله r وإلى زماننا هذا لم يستطع أحد أن يأتي بنظيره ولا نظير سورة منه وهذا لا سبيل إليه أبداً فإنه كلام رب العالمين الذي لا يشبهه شيء من خلقه لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فأنى يشبه كلام الخالق .
قال الحافظ بن حجر وقد جمع بعضهم إعجاز القرآن في أربعة أشياء .
1- حسن تأليفه والتئام كلمه مع الإيجاز والبلاغة .
2-صورة سياقه وأسلوبه المخالف لأساليب كلام أهل البلاغة من العرب نظماً ونثراً حتى حارت فيه عقولهم ولم يهتدوا إلى الإتيان بشيء مثله مع توافر دواعيهم على تحصيل ذلك وتقريعه لهم على العجز عنه
3- ما اشتمل عليه من الأخبار رغم ما مضى من أحوال الأمم السالفة والشرائع الداثرة مما كان لا يعلم منه بعضه إلاّ النادر من أهل الكتاب .
4- الإخبار عماَّ سيأتي من الكوائن التي وقع بعضها في العصر النبوي وبعضها بعده(13) ومن غير هذه الأربعة أمور أخرى قد سبق ذكرها .
المبحث الثاني
المعجزات الأخرى
ولقد أيد الله رسوله بمعجزات عظيمةٍ أخرى غير القرآن منها ما ذكر في القرآن الكريم ومنها ما ورد في السنة وسنذكر نبذة من تلك المعجزات التي تحققت للرسول r.
المطلب الأول : الإسراء والمعراج :
من الآيات البينات والمعجزات الخارقات أسرى الله بنبيه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث جمع الله له الأنبياء فصلى بهم إماماً في المسجد الأقصى قال تعالى : ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنهَّ هو السميع البصير﴾(14).
والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى عبر الوسائل التي كانت موجودة والاتصالات والمواصلات شهراً كاملاً .ومن هناك عرج به r إلى السماوات العلا .
وهناك رأى من آيات ربه الكبرى . رأى جبريل على صورته الحقيقية الذي خلقه الله عليها صعد به إلى سدرة المنتهى وجاوز السبع الطباق وكلمه الرحمن وقربه .
قال تعالى : ﴿أفتمارونه على ما يرى ولقد راءه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى قدر رأى من آيات ربه الكبرى﴾(15).
ورجع من ليلته وفراشه لازال دافئاً وفي الصباح أخبر قريش بذلك فاستعظمت قريش دعوى رسول الله r وكذبت ذلك فأخبرهم الرسول بالمسجد الأقصى وما فيه وكان ينظر إليه مع أنه دخل ليلاً ووصف لهم المسجد الحرام ثم أخبرهم بمكان قافلتهم وما يتقدمها ومتى ستصل فلم يصدقه سوى أبوبكر ومجموعة من الصحابة فهي معجزة عظيمة وكبيرة نورد ما ورد عنها في السنة عن رسول الله rحديث الاسرى والمعراج .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (أتيت بالبراق قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال : فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت ، فجاءني جبريل عليه السلام بإناءٍ من خمر وإناءٍ من لبن فأخترت اللبن. فقال للنبي جبريل صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟ قال جبريل. قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه ففتح لنا ، فإذا أنا ب***ي الخالة عيسى *** مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟
قال : جبريل. قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عزوجل ﴿ورفعناه مكاناً علياً﴾ ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا ؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه قال قد بعثت إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم قال وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ثم ذهب ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك ؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدره المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسألة التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال : فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف على أمتي فحط عنى خمساً فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمساً قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل .
قال : فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد أنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب شيئاً فإن عملها كتبت سيئة واحدة .
قال فنـزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله r فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه(16).[/